اعرف فضل شهر شعبان وكيفية الاستعداد لرمضان 1444 / 2023

فضل شعبان والاستعداد لرمضان 1444 هـ الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من أهم العبادات التي ينبغي للعبد المسلم. أن يكون عارفًا بها وحريصًا على أن ينال منها غنيمة رابحة في دينه ودنياه. وطالما أن الدال على الخير كفاعله نمد يد العون عبر موقعنا شوف نيوز لمعرفة كيفية الاستعداد لرمضان.

أخي في الله: وأحرص أن أناديك هكذا من أجل أن أُبرز ميثاق الأخوة في الإسلام بيني وبينك، فأنا اليوم لستُ بالكاتبة وأنت القارئ فحسب بل أخوات متحابين في الله نشُدُّ عضد بعضنا لكي نسلك معًا سبيلًا إلى الجنة.

لا أعلم أنت بصدد موقعنا في هذه اللحظة عن قصد منك أم على محض الصدفة لكن ما أعلمه تمامًا أنك ما دمت هنا ولم تغادر فأنت تسعى إلى تعظيم شعائر الله والاستعداد لرمضان الشهر المبارك المعظّم الذي نُريح فيه أروحنا من المتاعب التي أنهكتها الحياة.

كيفية استقبال شهر رمضان 2023

استقبال شهر رمضان, الاستعداد لرمضان 1444

أولى خطوات الاستعداد لرمضان المبادرة بالتوبة، هنيئًا لمن أدرك عظمة هذا الشهر المبارك وسعى في محو خطاياه وتقرّب من الجنة قولًا وفعلًا.

لن أجد أبلغ من وصف الله للدنيا في سورة الحديد بقوله تعالى (أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة)، وما يتبع ذلك من المحدودية البشرية وضعف النفوس اتجاه ملذات الدنيا فلا يوجد ابن آدم خالي من الذنب كلنا خطّائين على درجات مختلفة.

وما يؤكد ذلك جمال التعبير القرآني من رب العزة (لولا أن ثبتناك) مخاطبًا سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فسبحانه القادر الذي لولاه لأصابت الفتن أشرف خلق الله أيضًا. إذًا فالرابح هنا مَنْ يجدد توبته كل يوم بل كل لحظة ويبتعد قدر المستطاع عن كل ما يحرّف مسار عبادته ورضا الله عنه فلا يعلم أي دقيقة تصعد روحه إلى بارئها،

ولا تظن أنك إذا أكبحت شهواتك في شعبان لـ الاستعداد لرمضان أنك منافق بل أنت تقي فمن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

الاستعداد لرمضان عند الصحابة رضوان الله عليهم كان أبلغ استعداد، فكانوا يستقبلونه بستة أشهر ويستودعونه بستة أخرى، أين نحن من أفعالهم؟ هنا حقًا ينبغي لنا البكاء على الإناء المسكوب. فلا غنيمة ولا ارتواء إن كان ذلك دون السبيل إلى رضا الله، من أجل ذلك دعني أساعدك ونفسي لنشد أزر بعضنا ونلملم ما تبقي من وقت لـ الاستعداد لرمضان المبارك.

ما هو فضل شهر شعبان؟

فضل شهر شعبان, الاستعداد لرمضان 2023

شهر شعبان فرصة عظيمة لبناء جبال من الحسنات والتقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة والتمهيد للفوز بهذه الآية الكريمة (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه) كما أنه تدريب رّباني على الاستعداد لرمضان وإحياء شعائره، فلنعقد النية الآن على استقباله بما يليق بعظمته وحسن الظن بالله والعزم على مجاهدة النفس فيه.

لعل السؤال الذي يدور في ذهنك الآن، ماذا أفعل في شعبان لإتمام الاستعداد لرمضان؟ ولعلك تعلم أيضًا أن الاستعداد لرمضان ليس غاية نهائية إنما تعظيمه وسيلة للجنة.

حسنًا.. خُذ نَفَس عميق وانطق باسم الله ثم اترك العنان لصدرك حتى تخرج منه الشحنات الكهرومغناطيسية السلبية، وانتبه معي.

كيفية الاستعداد لرمضان في شهر شعبان

اعرف فضل شهر شعبان وكيفية الاستعداد لشهر رمضان 1444 / 2023

  • الله أكبر ثم كل شيء يصغر، متى سمعت النداء لبّيه وقم إلى صلاتك حتى إن شعرت بثقل جاهد نفسك الأمّارة بالسوء، هذِّبها في كل مرة تقودك فيها إلى الهلاك وخالف ما تحُضّك عليه.

هل تعلم؟ أنك في كل مرة تخالف هواك ولا تتبع الشهوات بإذن الله تكون من أهل هذه الآية (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، أخبرني بالله.. أي عظمة تفوق منزلة الجهاد في سبيل الله!

ذكّر نفسك أن صلاتك عماد إيمانك بالله وما دونها دون عند الله، لستُ بحاجة أن أخبرك أنها أول ما تُسأل عنه في قبرك لكني بحاجة إلى نفض غبار القسوة من على قلبك وتذكيرك بعقوبة تاركها.

باسم الله الرشيد الذي أنعم علينا بالقرآن، وأخبرنا عن وادي الغيّ الذي تستعيذ جهنم من حرارته لِيُلقى فيه كل من هو جامع الصلوات، ووادي ويل المليء بالحيّات والعقارب لكل من يؤخر صلاته عمدًا.

من مكاني هذا أشعر بتعابير وجهك المنقبضة وخفقان قلبك لمجرد تخيّلك مشهد العذاب، فإذا كان هذا عقوبة من يصلي ويجمع أو يؤخر ما مصير تارك الصلاة؟ إن مثواه وادي سقر مع فرعونه وهامان وجنودهما، عافاني الله وإياك.

أخبرني يا مسكين هل أنت تتحمل هذا العذاب؟ لا وربي فأنت لا تتحمل لسعة شمس في يوم شديد الحرارة الذي لم يكن مثقال ذرة في نار جهنم.

أقبل على صلاتك تضرعًا وخشية وزِد من قربك لله بإحياء النوافل, ارفع رأسك للسماء وقل لله بصوت مسموع لا صلاة ضائعة بعد اليوم واجعلها أولى نواياك في الاستعداد لرمضان.

أرجوك أريد أن لا ينقص واحدًا منّا في الجنة, ولا يُحرم أحد منّا شفاعة النبي، فكيف هو مباه بنا الأمم يوم القيامة ويوجد بيننا من يقطع صلته بربه؟ هل تضمن بقية من العمر للتوبة؟ هل تضمن بلوغك لرمضان آخر ولديك فرصة لقراءة كلامي هذا عن الاستعداد لرمضان؟ أتخيل إيماءة رأسك الآن بـ لا, فاستقم يرحمك الله.

  • قراءة ورد اليومي من القرآن الكريم, ومهما تزاحمت أعمالك فلا تُفرط فيه فإنها بالقرآن تُبارك, فإذا لم يلين قلبك عند الاستعداد لرمضان متى تقرأ؟

يمكن أن تضع لنفسك جدول ختم قرآن موقوت بفترة زمنية تُكرر باستمرار، لاسيما قراءة عشرة أجزاء يوميًا لختم المصحف كل ثلاث أيام أو أسبوعيًا على حسب جهادك مع نفسك وقدرتك, أسمع ما توسوس به لك نفسك الآن بـ لِما التشدد لكنك تغفل أنك تحضّر نفسك لـ الاستعداد لرمضان أيام معدودات لا يمكن تعويضها.

لاحظتُ أن هناك الكثير يحرصون على قراءة سورة البقرة يوميًا امتثالا لحديث الحبيب محمد أخذها بركة وتركها حسرة والتقصير في باقي القرآن, لذلك يجب التنويه على ضرورة الاتزان أي يمكن قراءتها كل ثلاث ليال مع الحفظ على الورد اليومي لأنك لا تعلم أي سورة فيها صلاحك وأي آية تُخبئ لك سر نجاتك.

  • قراءة أذكار الصباح والمساء، علاوة على أجرها العظيم فهي ممحاة ساحقة لآثار الذنوب ودرع حصين من شياطين الإنس والجن, وقد ذكر واحد منها مثقال ميزانك أو نواة نخلتك في الجنة.

إذا لم تُوفّق في قراءة الأذكار كلها احرص على بعضها المهم أن لا تغرب شمس يوم إلا وأديّت أذكاره, فأنت في مرحلة الاستعداد لرمضان وتروّض نفسك حتى لا تقصّر بعد دخول الشهر المبارك.

  • صلاة الضحى، فهي تعادل 360 صدقة في اليوم الواحد عن مفاصل الجسم بالإضافة إلى أنها صلاة الأوابين، أتعلم من هو الأواب؟ هو الذي يذنب ويتوب ثم يذنب ويتوب، وجزاه الله تعالى بالمغفرة كما في قوله تعالى (فإنه كان للأوابين غفورا).
  • عمل ورد يومي بعدد لا بأس به من الاستغفار، الصلاة على الرسول، التسبيح، الحوقلة, وكلما غالبك هواك وحثّك على الكسل اهزمه بصوت مسموع بأن الجنة غالية ولا يبلغها إلا ذو حظ عظيم, وما أجمل الحظوظ الموهوبة عند الاستعداد لرمضان!
  • التحلّي بالتسامح والمبادرة بالصلح مع الآخرين, فورب كل شيء إنها دنيا والمشهد كله إلى زوال ولن يتبقى لك إلا لين قلبك وعملك الصالح, وسبحان من عظّم أجر من يعف ويصفح وقال أن أجره عليه وحده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن. (رواه ابن ماجة)

  • الإكثار من الصيام في شهر شعبان من أفضل الطاعات في الاستعداد لرمضان حيث وردت أحاديث بسند صحيح عن رسول الله تُبرز فضل الصيام في شعبان:

الصيام في شهر شعبان, الاستعداد لرمضان

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. (رواه النسائي وحسنه الألباني).

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: وما رأيته صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان. (رواه البخاري ومسلم)

  • قيام الليل، والله إني لا أعلم كيف أكتب في هذه النقطة من فرط جمال هذه العبادة.

أبدأ بقول الله (قم الليل إلا قليلا), مادام الله عظّمه في القرآن إذًا هو السحر الحلال لمغفرة ذنبك وذهاب همك وجلب رزقك، فأي شيء تريده من الله مهما استحالت أسبابه ناجيه به قيامًا وأبشر, وعلى صعيد آخر تأكيد رسول الله على فضل شعبان فما أجمل أن تجتمع عبادة قيام الليل مع أيام شعبان لـ الاستعداد لرمضان.

يبدأ قيام الليل من بعد صلاة المغرب حتى قبيل الفجر، وأفضل وقت تتضرع فيه إلى الله الثلث الأخير من الليل حيث يتنزل الله إلى السماء الدنيا فيقول هل من تائب أغفر له؟ هل من داع أستجب له؟

ورد حديث عن رسول الله في فضل قيام الليل مفاده أن أجره يُحسب بعدد الآيات وليس بعدد الركعات، فإذا صليت بعشر آيات لم تُكتب من الغافلين، وإذا صليت بمئة آية تُكتب من القانتين أي الشاكرين، وإذا صليت بألف آية تُكتب من المقنطرين والقنطار خير من الدنيا وما فيها.

كيف نستقبل شهر شعبان والاستعداد فيه لرمضان؟

هل أدلك على طريقة تُكتب فيها من المقنطرين كل ليلة؟ وما أجمل هذه السمة في الاستعداد لرمضان

جزء عم مع جزء تبارك عددهم 995 آية، وزِد بسورة قصير فتكتمل الألف آية وهنيئًا لك يا مقنطر.

  • ما أجمل الاستعداد لرمضان بعمرة! بادر حجز في عمرة رمضان إذا استطعت سبيلا، حيث رُوي عن رسول الله أنها تعادل حجة.

تحقيق الأمنيات بسرعة

كل ابن آدم محظوظ بأشياء ومحروم من أخرى، ولأن الممنوع مرغوب تجد أن الإنسان موهومًا بأنه على أتم الاستعداد لمبادلة بعض ما عنده بما حُرم منه, لكن هل فكرت يومًا لماذا لم تتمتع بالكمال في كل جوانب حياتك؟

باختصار شديد لأننا هنا في اختبار، مُختبرون في كل ما وهبه الله وكيفية استثماره فيما يرضي الله ومختبرون أيضًا في كل ما فقدناه وكيف نعمل مع فقده هل نصبر ونحتسب لننال أجرًا وثوابًا وهو الهدف الأسمى أم نجزع على قضاء الله.

اختار الله لي رحلتي ورحلتك في الحياة وقدّر لكل منا رزقه، فاعلم أن الدنيا ما هي إلا مرحلة مؤقتة نخرج منها إلى دار الخلد، وكل ابتلاء فيها نغيّره بضمادة حتى يعافينا الله ثم نُبتلى في آخر وما علينا إلا تضميده بالرضا وحسن الظن بالله.

ذات مرة سمعت الدكتور محمد الغليظ يقول إذا كانت العبادة سهلة فأين موضع الاختبار؟ حقًا إذا كانت سهلة يسيرة كيف نُجزى بمنازل الجنة؟

ولأنها دنيا ونحن بشر والنيل من متطلبات الدنيا غريزة بداخلنا فلا مانع من السعى لها وتحقيقها فيما يرضي الله, لكن انتبه ألّا يكون مغزاك من الاستعداد لرمضان هو تحقيق أمنية معينة بل نيتك تُرفع لرضا الله أولًا ثم ما في قلبك.

ما هي شروط استجابة الدعاء؟

إذا نظرت إلى حال البشر من حولك تجد أن هناك فئتين الأولى نسوا الله فنسيهم وزادهم في الدنيا بكل ملذاتها ولا يزيد الظالمين إلا تبارا، أما الثانية ونحن بفضل الله منهم مؤمنين موحدين بالله يبتليهم ويعاقبهم بذنوبهم حتى يطهرهم ويدخلهم جنته.

ولأن الإنسان خُلق عجولًا أعلم أنك تحرك شاشة حاسوبك أو هاتفك الآن إلى الأسفل لتعرف وماذا بعد؟ ماذا عن تحقيق الأمنيات المستحيلة بعد الاستعداد لرمضان؟

في بادئ الأمر تأكد أني أُحدّثك عن حال البشر عند الله لكي أنبهك أن أولى خطوات النَيْل من خزائن الله هو التوبة, مهما كنت مذنبًا تُب الآن إلى الله توبة نصوحة عازمًا ألّا تعود للذنب مرة أخرى، هل تُبت بالفعل؟ ثم وقعت؟ تُب مرة أخرى ولا تيأس من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا، ومالنا غيره يغفر لنا ويرحمنا فالله رحيم لدرجة لا يستطيبها عقلك لدرجة أن مَلَك الوحي سيدنا جبريل خشي أن يغفر الله لفرعون عندما كان يغرق حيث استنجد بسيدنا موسى سبعين مرة وقال الله لو استنجد بي مرة واحدة لأنجيته, ما أجمل رحمة الله! هل لديك مبرر الآن لكي تهاب ذنبك؟ بعدما علمت رحمة الله بـ أظلم أهل الأرض.

بعد التوبة تأتي مرحلة السعي، والسعي هنا يختلف من إنسان لآخر ومن ابتلاء لآخر، ولزيادة الفهم تَفقّد ابتلاءك هل هناك أسباب دنيوية يُمكن أن تلجأ لها بمعية الله؟ مثلًا المرض جاهد على أن تصل إلى آخر نقطة يعرفها بحر العلم بين أهل الأرض.

وإذا استحالت أسباب الأرض يبقى هنا الدعاء ومناجاة خالق السنوات والأرض، ولا أقصد أن أضع الدعاء في المرتبة الأخيرة في الأهمية بل هو أقوى الأسباب فإذا أجابك الله غيّر موازين الكون من أجلك إنما أحرص أن تؤدي كل ما بوسعك (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) ثم تترك النتيجة على رب العالمين فأنت مطالب فقط بالسعي لا بالنتيجة.

تخيل معي.. أنت تريد طلب ترقية في مكان عملك، بالطبع ستحسن من خبراتك الشخصية بالدورات التدريبية التي تؤهلك له ثم تحاول جذب انتباه مديرك لإمكانياتك الجديرة بهذا المنصب، ولله المثل الأعلى أنت تناجي رب الكون كله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء القادر على وضع المستحيل ف نظرك بين الكاف والنون فيصبح بقدرته مقضيًا لذلك حتمًا أن تكون جديرًا بالاستجابة.

  • ابدأ بالتقرب من الله بكثرة الطاعات والاستغفار، واجعل بينك وبينه خبيئة لا يعلم أحد عنها شيئًا كالصدقة مثلًا, لا تقتصر الصدقة على المال فقط إنما تبسّمك في وجه أخيك صدقة إذا احتسبته لله فكل من يراك يظن أنك تبتسم له وأنت تبتسم لله.

دعائك لمن تحب خبيئة رابحة عند الله، صمم ورقة خاصة بك واكتب فيها جميع أسماء الأهل والأحباب وأي شخص تعرفه يحتاج الدعاء وادع له بظهر الغيب بما تعرف أنه يريده من الله.

  • كثرة الصلاة على رسول الله، فيها مغفرة للذنب وكفاية من الهم ولا نطمع في أكثر من ذلك.
  • تحرّي أوقات الإجابة: عند النداء أي عند سماع الآذان مباشرة، بين الآذان والإقامة، الدعاء بعد صلاة الضحى، قبل أربع ركعات الظهر، يوم الجمعة والأرجح آخر ساعة فيه، أثناء ركعة الوتر، بعد صلاة قيام الليل.

إذا حرصت على الإلحاح على الله بمطلبك في هذه الأوقات حتمًا ستصادف الإجابة بفضله العظيم, لكن يجب أن تدرك أنه ليس تحت شرط دعائك يُجاب من أول وهلة فالله يحب العبد اللحوح ويحب أن يختبر صبره ليس تعذيبًا له وإنما تهذيبًا.

هل كل الدعاء مجاب في شهر رمضان؟

أبشر! نعم كل الدعاء مجاب طالما غير مصحوب بإثم أو قطيعة رحم, فلا يجوز مثلًا أن تدعو على أخيك بالمرض أو التعاسة.

لكن.. هل إجابة الدعاء تقتصر فقط على بصيرتنا المحدودة؟ بمعنى هل يجب أن يتحقق الشيء الذي نريده بالشكل الذي نريد؟

قبل أن يخلق الله البشر فهو عالم السر وأخفى، ويعلم ما سوف يمر به كل إنسان وأي الأمور فيها صلاحه والصلاح هنا هو كل سبيل إلى الجنة, فإمّا تجد دعاءك مجاب كما هو أو مدفوع عنك بأذى كان يحدث إذا أتمه الله لك أو مُدخر لك إلى يوم القيامة وما أعظمها غنيمة عندما تجد حصادك بأن تهرول على الصراط بسرعة البرق.

قلبي يرفرف بالفرج القريب حينما أتذكّر سيدنا زكريا عندما بلغ من العمر عِتيا وأحسن ظنه بالله ودعاه بالولد وبالغ في الدعاء بأن يجعله له رضيا فرزقه الله بـ نبيه يحيي, وحينما أتذكّر سيدنا يعقوب الذي بيضت عيناه من الحزن على فقد ولده ولم يفقد الأمل وظل يلح على الله حتى ردّ الله له يوسف عزيز مصر.

الآن أستطيع أن أقول لك مهما ضاقت الحياة ومها أوصدت أقفالها فـ بالله تُفتح بطريقة يتعجب لها أهل الأرض والسماء.

أوصيك أخي بأن تحسن الظن في الله دائمًا, والله إن قَدَرك يُؤخذ من حدس قلبك وما ينطقه لسانك فإذا أحسنت الظن بأن الخير يأتي والله سيأتي, وهل أصدق من الله قيلا؟ حينما قال تعالى أنا عند ظن عبدي بي.

لا تستصعب طريق العودة إلى الله، فإني بالله أشعر بالخجل من ذنبي عندما أتذكّر سيدنا إبراهيم الذي كان يوشك على ذبح ابنه إرضاء لله, وسيدنا يوسف الذي حُرم أباه وكان سجينًا, وسيدنا أيوب الذي صبر على المرض والفقر وموت الولد, أين نحن من ابتلاءاتهم؟ أين نحن من سيدنا محمد؟ الذي جاهد بنفسه سنوات طوال في الدعوة كي تصل إليّ وإليك الآن لنخرج من الظلمة إلى النور بعدما كنا على شفا حفرة من النار.

الاستعداد القلبي قبل دخول رمضان 2023

حان الوقت لكي أضع نقطة وأنهي الحديث, لكن دعني أن أعطيك وصيتي لك بأن تخرج من هنا في هذه اللحظة إنسان جديد مع الله. واعزم على توبتك ولا تكن أنت والشيطان عدو الخليقة عونًا على نفسك.

وأهديك اقتراحًا مني أوقن أنه يجعل منك إنسان جديد في الرضا بقضاء الله وقدره وتحسين وجهتك في الاستعداد لرمضان ألا وهو قراءة كتاب استرجع قلبك للكاتبة ياسمين مجاهد.

قد لا أملك من البلاغة والعلم الشرعي ما يجعلني أساعدك على سواء السبيل كما ينبغي أن يكون في الاستعداد لرمضان. لكن أسأل الله أن يسخر لك نوايا قلبي بالقَدْر الذي يجعل كلمة واحدة على الأقل تلمس قلبك وتكن بداية هدايتك, فـ والله أريد أن أصحبك في الجنة وما وجدت أجلّ من الاستعداد لرمضان كي أبدأ معك فيه

وطالما كانت نيتي ونيتك صادقة في الاستعداد لرمضان للتقرب من الله أستطيع  الآن أن أقول لك حيّ على الفلاح.

أتمنى بالنيابة عنى وعن كل العاملين بـ موقع شوف نيوز أن نكون قدّمنا محتوى مغذي للطريق الصحيح إلى الله مختصين فضل شعبان والاستعداد لرمضان 1443 هـ.

غفر الله لنا ولكم وبلغنا والأمة الإسلامية جميعًا شهر رمضان المبارك آنسين مستأنسين بالله قريري العين والبال, التقينا هنا من وراء الشاشة أسأل الله جل علاه أن نلتقي وجهًا لوجه في جنات عدن, تابعوا معنا لكي يصلكم كل جديد فيما يخص جدول الطاعة في شهر رمضان المبارك.